التعارف هو مفتاح القبول


تعمل آدي في مقهى يقع في المنطقة المعروفة بــالسوق النسائي. انها حيوية ومبتسمة. تتكلم بسرعة وأسرع من ذلك وبدون أي تكلف تبدأ تخالطك بطريقة رفاقية ويمكن أن تفاجئك بمعرفتها الجيدة في اللغة اليونانية. وسرعان ما تعرفت على جميع الزبائن المنتظمين، وكذلك على الكبار في السن من سكان الحي. يمر كل الواحد بالمقهى ويقف بجانبها ليبادل معها بضعة الكلمات ويروي لها كيف قضي النهاروماحزنه وما أفرحه اليوم.

هناك العديد من المخاوف والمحاملات المنتشرة في منطقة السوق النسائي حول اللاجئين ، ولكنه ترى آدي بإنه لا يمكن أن تحكم على شخص من خلال مظهره الخارجي فقط. لا يعجبها سماع تعريف اللاجئين وطالبي اللجوء بــ”هؤلاء الناس”ولذا تقول: “لماذا يسمونهم بهذه الطريقة، أليسوا هم أناس مثلنا؟”

وخلال بضعة أشهر صادقت آدي موظفي منظمة “كاريتاس”، فضلا عن العديد من أولئك الذين يتلمسون الحماية من المنظمة. “مرحبا يا أحمد! أتريد القهوة خفيفة مع السكر، أليس كذلك؟”، يسمع صوتها الرنان في الشارع قبل أن يعبرزبائنها عتبة المقهى.

وفي رأي آدي تكون معرفة هي المفتاح. تعطيك المخالطة باللاجئين فكرة واضحة عما هم كالناس. وتدعي أن اللاجئين مؤانسون تماماً. يؤثرها مدى الحرارة والودية عندما يقبلون ويحتضنون بعضهم البعض وهم يلتقون أمام المقهى.

وتضيف قائلة:” إنهم يدخلون في الصباح وبدون أن أطلب منهم – يشمرون عن سواعدهم ويبدؤون في مساعدتي، ويحملون إلى الرصيف المنصبة التي أضع الجرائد والمجلات عليها حتى لا أقوم برفع أشياء ثقيلة” – وهكذا تباهي آدي بزبائنها الذين أتوا للبحث عن حياة جديدة في بلغاريا. وتعتقد أنهم وعلى وجه التحديد تحترمونها لأنها تعاملهم باحترام ، كما ولأنها تفهم شعورهم جيداً: ” أعرف جيداً ما معنى أن تكون أجنبياً، كيف تكون شعورك لكونك وحيداً في بلد أجنبي. لا أعتقد أنهم جاؤوا هنا هاربين من الخيروالنعمة. بل على العكس من ذلك،،، فهم يلاقون صعوبات للغاية، لكنهم يبذلون جهودهم. ويكوّنون الصداقات بسهولة. لم أر أي معاملة سيئة منهم”.

تكون آدي مقتنعة بأنه “يجوز لكل الواحد منّا إيجاد لغة مشتركة وسمات مشتركة مع هؤلاء الناس الذين يسعون أو يتلقون الحماية، وتضيف قائلة: “هناك شيء واحد فقط – أن نضع أنفسنا ولو للحظة واحدة على الأقل في مكانهم،،، وأن نخيل ما تركواه ورائهم وما حدث في وطنهم فأجبرهم للمغادرة بدون حمل أية أمتعة، مع أطفالهم الصغار، وللسفر لعدة أشهر ماريين بهذه الطرق الخطيرة “.

شاهدت آدي بأم عينيها كيف سرعان ما تعلم لاجئ من الشرق الأوسط ، يقيم في المبنى الذي يقع متجرها فيه، اللغة البلغارية، بينما كان في البداية يعرف كيف يطلب فنجان قهوة فقط ولكن الآن يتكلم بوضوح وطلاقة ويفرحني عندما يتوقف ويقول لي “صباح الخير!”، “مساء الخير!” فكيف لا أشجعه على إشتهاده،،، لذا أقول له إنه يتعلم بسرعة كبيرة وأرى عندئذٍ الفرح في عينيه.

إنها انسانة رائعة – لكنه ليست حياتها سهلة، ولتأدية عملها تبقي واقفة على الأقدام ساعات طويلة،،، غير أنها تستقبلنا دائما بابتسامة ” ،،، هذا ما يقوله عنها اللاجئون الذين يعيشون ويعملون في المنطقة. يبقى الأمل مشتركاً في مخالطة بعضنا البعض باحترام وتلقي المعاملة الإنسانية ،،، هذا ما تعترف به آدي وأصدقائها الجدد بالإجماع.