يشهد العالم احدى من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث. أدت المآزق في سورية والمنطقة المجاورة إلى تدفق موجة اللاجئين من الناس المغادرين منازلهم في محاولة الهروب من فظائع الحرب. يبدأالآلاف من الأيتام والأرامل والكبار في السن والعائلات الشابة رحلتهم المحفوفة بالمخاطر الى أوربا القديمة بحثاً عن المأوى.
وأملهم الوحيد هو البحث عن حياة الوفاء لأنفسهم وأسرهم هنا.
تبذل منظمة “كاريتاس” الجهود ليشعر المتضررون من الحرب الذين فقدوا أسرهم وبيوتهم، بالسلام والأمن اللذين يحتاجون إليهما لمواصلة عيش حياتهم بكرامة.
يد العون الممدودة، والكلمة الطيبة، أومجرد إلقاء نظرة حتى مليئة الرحمة والاحترام ،،،،هذا ما هو ما يكفي لجلب الابتسامة على وجوه مئات اللاجئين الذين يلتمسون الحماية في بلغاريا. فإن الدروس في الإنسانية، التي يمكننا أن نتعلمها معهم، سوف تضع الأساس لعالم أفضل حيث يحل الحب والسلام محل القسوة والعنف.
ما تعني معاناة تجربة الانفصال عن أحبائك وأصدقائك، وعن كل ما هو قريب وعزيز عليك، ما تعتي رؤية منزلك دُمِر بالكامل حتى الأرض؟ يروي الأشخاص مطالبو اللجوء عما عانوا وعيونهم ملئة بألم عظيم.
وعندما نحاول أن نكلم هذه العيون نشعر بأننا قد فهمناها، وعندما ندرك رسالتها نحس بأننا قد بدأنا أن نقدم المساعدة.
تحمي منظمة “كاريتاس” الفئات الأكثر ضعفا في هذا الوقت العصيب. إذ أن كل شخص يحتاج إلى الحب والدعم والتفاهم، ويحتاج إلى فرصة جديدة. فاحترام حقوق الإنسان، وحماية الحق في الحياة الكريمة، والاعتقاد بأننا متساوون في التنوع بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الوطني أو الجنسي والديني – هذه هي المبادئ التي تحكم منظمة “كاريتاس” في محالة دعم الناس الذين يسعون وتلقون الحماية الدولية.
دعونا نفتح قلوبنا للاجئين ونمد يد العون في الوقت الذي يصبح من المهم للغاية أن نثبت بأن محبة القريب هي أكثر حكمة من الكراهية والحرب. دعونا نهدي حياة هادئة للكبار في السن وللمرضى، لنهدي حياة كريمة للعائلات الشابة وإرادة للحياة ومستقبل للضحايا الأكثر براءة من هذه الحرب الرهيبة وهم الأطفال.